على الرغم من الصور المأساوية للجرائم التي ارتكبتها طالبان في حق الشعب الأفغاني، إلا أن هذا التنظيم ما زال قادرا على جذب العديد من المؤيدين والأنصار له، خاصة في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، حيث يقبل الكثيرون على الانضمام لهذا التنظيم وذلك لأسباب، منها: الإهمال الحكومي، والبطالة، والفقر، والإحساس بالتهميش وعدم الشعور بالانتماء إلى الدولة، ما يجعل الانتماء إلى تنظيم قوي كـ"طالبان" هو البديل الأمثل.. كذلك من الأسباب المؤدية إلى تعاظم نفوذ طالبان مرة أخرى، هو ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين غير المنتمين إلى طالبان، جرّاء الهجمات العسكرية الأمريكية، وهو ما ترك شعورا عميقا بالحنق والكراهية تجاه كل من الولايات المتحدة وأفغانستان وباكستان. أضف إلى ذلك ما كُشف عنه النقاب مؤخرا من وجود أناجيل بلغة البشتو، جاء بها عدد كبير من العسكريين الأميركيين، في محاولة تبشيرية لتنصير الأهالي هناك، وهي نقطة فجّرت مشاعر الكراهية تجاه القوات الأجنبية. كما أن الولايات المتحدة لم تقم بشيء يُذكر من الكثير الذي وعدت به في مجال تحسين الحياة المدنية هناك، بل على العكس لقد ازدادت الأمور سوءا من...
كثيرة هي تلك الخطوط الحمر التي تفكر فيها عند الكتابة.. كثيرة لدرجة أنها قد تمنعك من الكتابة.. كثيرة لدرجة أنها أصبحت محفورة في عقلك، ومخطوطة على جسدك.. كثيرة لدرجة أنها تجعل كتاباتك أقرب إلى موضوعات تعبير الطلاب، أو أشبه بالنشرات الرسمية في أحسن حالاتها.. تعتاد هذه الخطوط وتألفها وتتعلم اجتنابها، خاصة عندما تكون كاتبا في الجرائد الرسمية، وتقول لنفسك إنها تعليمات حكومية، فتكتب عن كل ما هو مكرر ومألوف، فتصبح الكتابة وظيفة، وتمسي أفكارك سجينة عقلك.. وربما من قبيل التنفيس، تضعها في بعض المنتديات التي تتخذ من النقاش وحرية الرأي عنوانا لها، فتفاجأ بحذف الموضوع، فالحذف افضل من المناقشة، والسبب أنك تجاوزت الخط الأحمر.. فتكتشف أن الخطوط الحمر اكتسبت المزيد من الجماهيرية، ولم تعد قاصرة على الجهات الحكومية.. تكتشف أن الخطوط الحمر انتصرت عليك، واتخذت لها أنصارا، ربما حتى من قبل من يقرأ هذه الكلمات، رغم أن كتاباتي التي تجاوزت الخط الأحمر، كانت، في معظمها، تتمحور حول قضية واحدة وهي قضية "حقوق الإنسان" في مجتمعاتنا.. ويزعم الجميع أنه من أنصار حقوق الإنسان، وأنه متبنٍ ...
الفراغ الفكري الذي أصاب عقول الكثيرين من الشباب؛ جعل عقولهم خاوية سهلة الانقياد لأي فكر متطرف أو منحرف.. فالعقول الخاوية كثيرا ما تنجذب إلى الأفكار الشاذة، على الأقل من قبيل التجربة في البداية، إلى أن تصل للتعصب لها في النهاية، وفي مجتمعاتنا الإسلامية، يكون التطرف الديني هو الأشد جذبا والأكثر عددا. وللأسف لم يجد هذا التطرف الفكري، فكرا دينيا معتدلا راغبا في محاورته، وتعديل منهجه المعوج، كما أن تعامل الحكومات الإسلامية مع التطرف الديني، يكاد يكون متشابها، بدءا بتجاهله، مرورا بالتقليل من مخاطره، وانتهاء إلى اتخاذ العنف منهجا في التعامل معه. إن ما اعتدنا على تسميته بـ "الأفكار الدخيلة" على الدين، إنما هي أفكار متشابهة يمكن معرفتها، ومعرفة مراحل تطورها، وذلك من خلال استقراء التاريخ الإسلامي ودراسة أفكار ومناهج الفرق المتطرفة كالخوارج وغيرهم، حتى نستطيع التعامل مع تلك الأفكار، لأن الأفكار الشاذة -إن تركت دون تصحيح- تصبح على استعداد للخروج والانتقال كالجرثومة إلى عقول الاخرين، وذلك عن طريق وسائط النقل الكثيرة والمتعددة من قنوات فضائية ومواقع على الإنترنت، وكتيبات وشرائط، والأخطر من...
Comments