خطوط حمر

كثيرة هي تلك الخطوط الحمر التي تفكر فيها عند الكتابة..

كثيرة لدرجة أنها قد تمنعك من الكتابة..

كثيرة لدرجة أنها أصبحت محفورة في عقلك، ومخطوطة على جسدك..

كثيرة لدرجة أنها تجعل كتاباتك أقرب إلى موضوعات تعبير الطلاب، أو أشبه بالنشرات الرسمية في أحسن حالاتها..

تعتاد هذه الخطوط وتألفها وتتعلم اجتنابها، خاصة عندما تكون كاتبا في الجرائد الرسمية، وتقول لنفسك إنها تعليمات حكومية، فتكتب عن كل ما هو مكرر ومألوف، فتصبح الكتابة وظيفة، وتمسي أفكارك سجينة عقلك.. وربما من قبيل التنفيس، تضعها في بعض المنتديات التي تتخذ من النقاش وحرية الرأي عنوانا لها، فتفاجأ بحذف الموضوع، فالحذف افضل من المناقشة، والسبب أنك تجاوزت الخط الأحمر..

فتكتشف أن الخطوط الحمر اكتسبت المزيد من الجماهيرية، ولم تعد قاصرة على الجهات الحكومية.. تكتشف أن الخطوط الحمر انتصرت عليك، واتخذت لها أنصارا، ربما حتى من قبل من يقرأ هذه الكلمات، رغم أن كتاباتي التي تجاوزت الخط الأحمر، كانت، في معظمها، تتمحور حول قضية واحدة وهي قضية "حقوق الإنسان" في مجتمعاتنا.. ويزعم الجميع أنه من أنصار حقوق الإنسان، وأنه متبنٍ لتلك القضية، لكن البون واسع بين الزعم والممارسة، لاسيما حول أبسط تلك الحقوق، وهو حق حرية الفكر والرأي والتعبير، وتزداد الأمور تعقيدا إن كنت تعمل في المجال الصحفي، فما تريده هو حرية الكتابة عن ما يشغل ذهنك، وما يشغل ذهنك هو تلك الحقوق الضائعة للمواطن العربي، ما يجعلك تصطدم بتلك الخطوط الحمر.

Comments

Popular posts from this blog

Douglas Adams

Are Egyptian in Gulf area happy about what happened in Egypt?