هل لاحظت التجهم المرسوم على وجوه الناس في الفترة الأخيرة؟! وهل تشعر أحيانا أن أعصاب المحيطين بك على استعداد للانفلات لأتفه الأسباب؟! إذا لم تكن لاحظت ذلك، فيبدو أنك لم تخرج من بيتك منذ زمن بعيد، وللتأكد من صحة ما أقول، حاول الخروج بسيارتك صباحا أو بعد الظهر، ويفضل أثناء موعد انصراف الموظفين.. لم يعد الناس يتحملون بعضهم، وهم دائما على أهبة الاستعداد الدائم للثوران والهيجان.. دع عنك قائدي السيارات، فمن المؤكد أن للازدحام دورا كبيرا في ذلك.. ولكن هذا التجهّم ليس مقصورا على الشارع فقط، بل أصبح محسوسا لدى أغلب الناس.. عند الموظفين في الوزارات والأطباء في المستشفيات، والمعلمين في المدارس، بل وحتى أئمة المساجد، أصبح شكل وجوههم وكأنهم إما خارجين من معركة، أو مستعدين للدخول لها.. أصبحت الابتسامة شيئا نادرا، رغم أن ديننا أمر بها، فقد قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلق أخاك بوجه طليق"؛ فمال الوجوه أصبحت من حولنا تتنافس في رسم علامات الامتعاض والتعالي؟! أتمنى لو يصبح لأئمة المساجد دور في رسم الابتسامة على الوجوه، وأن يذكروا الناس بحديث رسول ...
على الرغم من الصور المأساوية للجرائم التي ارتكبتها طالبان في حق الشعب الأفغاني، إلا أن هذا التنظيم ما زال قادرا على جذب العديد من المؤيدين والأنصار له، خاصة في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، حيث يقبل الكثيرون على الانضمام لهذا التنظيم وذلك لأسباب، منها: الإهمال الحكومي، والبطالة، والفقر، والإحساس بالتهميش وعدم الشعور بالانتماء إلى الدولة، ما يجعل الانتماء إلى تنظيم قوي كـ"طالبان" هو البديل الأمثل.. كذلك من الأسباب المؤدية إلى تعاظم نفوذ طالبان مرة أخرى، هو ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين غير المنتمين إلى طالبان، جرّاء الهجمات العسكرية الأمريكية، وهو ما ترك شعورا عميقا بالحنق والكراهية تجاه كل من الولايات المتحدة وأفغانستان وباكستان. أضف إلى ذلك ما كُشف عنه النقاب مؤخرا من وجود أناجيل بلغة البشتو، جاء بها عدد كبير من العسكريين الأميركيين، في محاولة تبشيرية لتنصير الأهالي هناك، وهي نقطة فجّرت مشاعر الكراهية تجاه القوات الأجنبية. كما أن الولايات المتحدة لم تقم بشيء يُذكر من الكثير الذي وعدت به في مجال تحسين الحياة المدنية هناك، بل على العكس لقد ازدادت الأمور سوءا من...
تزداد هذه الأيام حمى المسارعة بالتكفير والتبديع والتفسيق، لكل من يتوجه بخطاب عقلاني أو ينتقد تصرفا خاطئا لجماعات واشخاص ظنوا أن الإسلام انحصر فيهم وفيمن يشايعهم، وأن تهمة الكفر والزندقة جاهزة للالتصاق بكل مخالف لهم في الرأي، أو حتى كل من يرى في غير المسلمين بعض النقاط الإيجابية التي تستحق الإشادة والمدح، على اعتبار أن كل من يدين بغير الإسلام، حتى وإن لم يسمع به، فإن مصيره إلى جهنم وبئس المصير.. كتبتُ مقالا بعنوان "أوباما المفترى عليه"، توسّمت فيه أن تكون فترة حكم أوباما بداية عهد جديد أفضل من فترات الرؤساء السابقين، وذكرت بعض النقاط الإيجابية في هذا الرجل .. ثم فوجئت بكم النقد الموجه للمقال، إذ كيف أمدح رئيس الولايات المتحدة الذي يدين بغير دين المسلمين!! وقد بالغت بعض الردود في نقد المقال إلى حد إخراج كاتبه من ملة الإسلام.. ففضّلت أن يكون الرد عليهم، منقولا عن الإمام الجليل أبو حامد الغزالي، - حيث إن هؤلاء من "عشاق النقل وإلغاء العقل" - فقد قسّم الغزاليّ، النّاس في شأن دعوة محمّد صلي الله عليه وسلم إلى ثلاثة أقسام : الأوّل: من لم يعلموا بها بالمرّة، فهؤلاء ن...
Comments