تركيا والحلم الأوروبي
مريب وغريب هذا التذلل التركي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، والأغرب هو الإصرار الأوروبي على الرفض دون إبداء أسباب واضحة، على الرغم من قبول الاتحاد للدول التي تستوفي شروط الانضمام، لكن هذا القبول لم يشمل تركيا.
فما الأسباب الحقيقية لهذا الرفض؟
قد يظن البعض أن الإجابة هي أحد من الاحتمالات التالية:
- الصراع التاريخي: قد يقف الإرث التاريخي الطويل من الصراع بين الأتراك واوروبا، سدا مانعا من دخول تركيا هذا الاتحاد.. لكن أوروبا نفسها كانت منقسمة على أنفسها لفترات، متأخرة تاريخيا بالقياس إلى الصراع الأوروبي التركي، إلا أنها تناست تلك الخلافات.
- جغرافية تركيا: فالجزء الأكبر من مساحة تركا يقع ضمن قارة آسيا.. لكن جزءا من أراضيها هو داخل قارة أوروبا، ما يخولها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
- عدم تحقق الشروط المطلوبة للانضمام للاتحاد: لكن تركيا تؤكد دائما أن الشروط المطلوب تحققها للانضمام هي شروط متوافرة في تركيا، وأهم تلك الشروط هو شرط تحقق الديمقراطية، فتركيا دولة ذات نظام علماني، ولا تمانع الأغلبية المسلمة من تطبيق هذا النظام، "وفقا لما تقوله الحكومة التركية".
- لكن الذي يبدو هنا، وهو السبب الأكثر وضوحا، هو عدم تقبل الأوربيين - حكومات وشعوبا- بانضمام دولة يدين أغلب مواطنيها بالدين الإسلامي، دولة هي عضو في منظمة العالم الإسلامي، يتطلع الكثير من أبنائها والقليل من قادتها السياسيين إلى مد جسور العلاقة مع العالم الإسلامي.
بالمقابل تتوهم تركيا الحصول على ضمانات وتسهيلات بانضمامها إلى الاتحاد، بموجب القوانين التي تحكم الاتحاد، وتكفل تسهيلات عديدة لأعضائه، لكن كل القوانين قابلة للتجاوز وعدم التطبيق، خاصة في حالة تركيا، ثم إن لتركيا تجربة مشابهة، وهي تجربة الانضمام لحلف الناتو، فبرغم انضمام تركيا المبكر للحلف منذ العام 1952 إلا انها لم تجن فائدة تذكر من هذا الانضمام، بل إن ما نراه هو العكس، فأوروبا تراقب تحركاتها عن كثب، وبدا ذلك واضحا عندما حاولت تركيا منع اليونان من مساندة القبارصة الأرثوذكس ضد القبارصة المسلمين، إذ وقفت لها أوروبا بالمرصاد، فلم يفد تركيا انضمامها لحلف للناتو، وهذا المشهد من الأكيد أنه سيتكرر في حال انضمامها للاتحاد الأوروبي الذي حتى الآن لا توجد أي دلائل تشير إلى قرب حدوثه، ويبدو أنه سيظل حلما يداعب عقول الأتراك.
فما الأسباب الحقيقية لهذا الرفض؟
قد يظن البعض أن الإجابة هي أحد من الاحتمالات التالية:
- الصراع التاريخي: قد يقف الإرث التاريخي الطويل من الصراع بين الأتراك واوروبا، سدا مانعا من دخول تركيا هذا الاتحاد.. لكن أوروبا نفسها كانت منقسمة على أنفسها لفترات، متأخرة تاريخيا بالقياس إلى الصراع الأوروبي التركي، إلا أنها تناست تلك الخلافات.
- جغرافية تركيا: فالجزء الأكبر من مساحة تركا يقع ضمن قارة آسيا.. لكن جزءا من أراضيها هو داخل قارة أوروبا، ما يخولها الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
- عدم تحقق الشروط المطلوبة للانضمام للاتحاد: لكن تركيا تؤكد دائما أن الشروط المطلوب تحققها للانضمام هي شروط متوافرة في تركيا، وأهم تلك الشروط هو شرط تحقق الديمقراطية، فتركيا دولة ذات نظام علماني، ولا تمانع الأغلبية المسلمة من تطبيق هذا النظام، "وفقا لما تقوله الحكومة التركية".
- لكن الذي يبدو هنا، وهو السبب الأكثر وضوحا، هو عدم تقبل الأوربيين - حكومات وشعوبا- بانضمام دولة يدين أغلب مواطنيها بالدين الإسلامي، دولة هي عضو في منظمة العالم الإسلامي، يتطلع الكثير من أبنائها والقليل من قادتها السياسيين إلى مد جسور العلاقة مع العالم الإسلامي.
بالمقابل تتوهم تركيا الحصول على ضمانات وتسهيلات بانضمامها إلى الاتحاد، بموجب القوانين التي تحكم الاتحاد، وتكفل تسهيلات عديدة لأعضائه، لكن كل القوانين قابلة للتجاوز وعدم التطبيق، خاصة في حالة تركيا، ثم إن لتركيا تجربة مشابهة، وهي تجربة الانضمام لحلف الناتو، فبرغم انضمام تركيا المبكر للحلف منذ العام 1952 إلا انها لم تجن فائدة تذكر من هذا الانضمام، بل إن ما نراه هو العكس، فأوروبا تراقب تحركاتها عن كثب، وبدا ذلك واضحا عندما حاولت تركيا منع اليونان من مساندة القبارصة الأرثوذكس ضد القبارصة المسلمين، إذ وقفت لها أوروبا بالمرصاد، فلم يفد تركيا انضمامها لحلف للناتو، وهذا المشهد من الأكيد أنه سيتكرر في حال انضمامها للاتحاد الأوروبي الذي حتى الآن لا توجد أي دلائل تشير إلى قرب حدوثه، ويبدو أنه سيظل حلما يداعب عقول الأتراك.
Comments