نفسه .. يكون عضو مجلس أمة

أصبح الجلوس على الكرسي الأخضر تحت قبة البرلمان، حلما يراود الجميع، والسبب هو كثرة ما يتردد من أقاويل عن "فلان وعلان" ممن كانوا لا يملكون شيئا وأصبحوا بعد دخولهم المجلس من أصحاب الملايين.. وللأسف ترسّخت هذه الصورة في أذهان الكثيرين حتى وصلت إلى طلاب المدارس، فقد حكي لي مدرس اجتماعيات ذات مرة، أنه بعد انتهائه من شرح درس يتعلق بالدستور الكويتي، سأل الطلاب عن الوظائف التي يريدون أن يعملوا بها، فأجابه أحدهم على الفور: نفسي أكون عضو مجلس أمة.

ولما سألة المعلم عن السبب، اتضح أن للطالب قناعة تعززها أسباب راسخة في ذهنه، فقد أكد الطالب أنه حتى لو لديه مليون دينار، فسيعمل على أن يدخل مجلس الأمة بأي شكل؛ وأردف الطالب: "لأنه لو ضاع هذا المليون على الحملات الانتخابية والهدايا؛ فسأعوضه - إن شاء الله - بعد دخولي المجلس، هذا بالإضافة إلى العلاقات، والوساطات، وتعيين الأقارب، والحصانة"، ولقد استحسن الحاضرون من الطلاب إجابته..

إنها مأساة أن تنحصر نظرة الشباب إلى عضوية مجلس الأمة في الامتيازات فقط، وبصرف النظر عن صحة هذه الامتيازات أم كون العديد منها محض خيالات، فإن ما يدور في أدمغة هؤلاء الشباب، يُنذر بالخطر، والخطر يكمن في ضيق النظرة إلى هذا المنصب الخطير، وإلى كم الانتهازية التي بدأت تتخذ مبررات منطقية، وإلى تغليب المصلحة الشخصية على مصلحة البلد، ومن المؤكد أنه يوجد مثل هؤلاء الشباب، عشرات إن لم يكن مئات، مقتنعون بنفس الفكر ويحملون نفس النظرة تجاه عضوية المجلس، مما يوجب أن تكون كل الامتيازات والمكافآت التي يتمتع بها الأعضاء معروفة للمجتمع وفي إطار من الشفافية التي تعمل على إزالة كل الأساطير التي تحاك عن تلك العضوية، والتي أصبحت حلما للجميع.

Comments

Popular posts from this blog

Douglas Adams

Are Egyptian in Gulf area happy about what happened in Egypt?