لماذا يتنامى الفكر الأصولي في أفغانستان وباكستان؟!

على الرغم من الصور المأساوية للجرائم التي ارتكبتها طالبان في حق الشعب الأفغاني، إلا أن هذا التنظيم ما زال قادرا على جذب العديد من المؤيدين والأنصار له، خاصة في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان، حيث يقبل الكثيرون على الانضمام لهذا التنظيم وذلك لأسباب، منها: الإهمال الحكومي، والبطالة، والفقر، والإحساس بالتهميش وعدم الشعور بالانتماء إلى الدولة، ما يجعل الانتماء إلى تنظيم قوي كـ"طالبان" هو البديل الأمثل..

كذلك من الأسباب المؤدية إلى تعاظم نفوذ طالبان مرة أخرى، هو ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين غير المنتمين إلى طالبان، جرّاء الهجمات العسكرية الأمريكية، وهو ما ترك شعورا عميقا بالحنق والكراهية تجاه كل من الولايات المتحدة وأفغانستان وباكستان.


أضف إلى ذلك ما كُشف عنه النقاب مؤخرا من وجود أناجيل بلغة البشتو، جاء بها عدد كبير من العسكريين الأميركيين، في محاولة تبشيرية لتنصير الأهالي هناك، وهي نقطة فجّرت مشاعر الكراهية تجاه القوات الأجنبية.

كما أن الولايات المتحدة لم تقم بشيء يُذكر من الكثير الذي وعدت به في مجال تحسين الحياة المدنية هناك، بل على العكس لقد ازدادت الأمور سوءا منذ قدومها إلى المنطقة..


بالإضافة إلى نقطة أخيرة، وهي أنه بقدر ما تكون حياة الناس شاقة بقدر ما يميلون إلى الأخذ بالفكر الأشد تطرفا وعنفا، وليست المشقة المقصودة هنا، نقص المال، بل هي نقص المال أو الموارد الطبيعية، او أماكن الترفيه المباحة، وأحيانا تكون تلك المشقة جغرافية، كالحياة في وسط الصحراء، أو الجبال، وللأسف تتجمع في المناطق الحدودية بين أفغانستان وباكستان كل معاني المشقة الموجودة على ظهر الأرض.

Comments

Popular posts from this blog

Douglas Adams

Are Egyptian in Gulf area happy about what happened in Egypt?