هل ينجح حزب الله في مصر؟!


قامت الثورة الشيعية في ايران في عام 1979 على أهداف فكرية عملت على نشرها في الدول المحيطة بها، وفي الدول العربية بشكل عام، ومن قبيل إضاعة الوقت أن نبحث عن الروابط التاريخية بين الحركات الدينية التي تتبنى الفكر الشيعي في المنطقة وبين إيران، أو نعدد المحاولات التي تثير القلاقل في الدول، وتكون ذات نفس شيعي مهيّج لها، وكان آخرها ما قام به حزب الله من إرساله بعض عناصره إلى مصر، وإنكاره ما فعل في البداية، ثم تبريره ذلك، بأن ما فعله هو من قبيل المساعدة للمحاصرين في غزة، وهو كلام تتهاوى صحته أمام كل قارئ للواقع المصري..

فليس من قبيل مساعدة الفلسطينيين ما ُيلاحظ في مصر من زيادة النشاط التبشيري الشيعي في السنوات الأخيرة، كما أن خطابات نصر الله الهجومية اليومية على مصر، خلال فترة العدوان، والتي وصلت حد السباب، كانت تهدف، من ضمن ما تهدف إليه، إلى تبني المصريين منهجا وفكرا أقرب إلى الفكر الشيعي في تعامله مع قضية فلسطين التاريخية، وهو فكر قد يثير الإعجاب عند البعض، لكن ما غاب فهمه عن حزب الله وعن القادة الدينيين في إيران، هو صعوبة غرس فكر مخالف للفكر الديني الوسطي والذي يعتنقه أغلب المصريين، ويدل على ذلك استقراء التاريخ وقراءة الواقع المصري، فحتى خلال فترة الحكم الفاطمي الشيعي لمصر لم يتبن المصريون إلا الأفكار الوسطية المتناغمة مع أفكارهم، مثل حبهم لآل البيت، والاحتفال بهم.

والملاحظ أن بعد انحسار الحكم الفاطمي الشيعي عن مصر، ووقوع مصر تحت الحكم الأيوبي السني، لم يغير المصريون شيئا يذكر من عاداتهم الدينية، وهو ما فهمه خطأ بعض المؤرخين، إذ عابوا على المصريين أنهم لم يثوروا على أيٍ من الحكمين المتناقضين مذهبيا، والحقيقة أن المصريين في الفترتين مارسوا شعائر الدين وفقا لما فهموه، وتوارثوه، واعتادوا عليه..

لذلك، فالمهاترات التي تعمد إليها إيران، إما مباشرة، أو بطريق غير مباشر، عن طريق ذراعها في المنطقة "حزب الله" هي محاولات محكوم عليها بالفشل، حتى وإن لاقت بعض الرواج قصير الأمد، إلا أنها ستظل محاولات تلحق بشبيهاتها، لتُطوى في ذاكرة التاريخ.

Comments

Popular posts from this blog

Douglas Adams

Are Egyptian in Gulf area happy about what happened in Egypt?