اصنع حياتك

أنت تقرر ما يحدث لك، وما يحدث لك هو ما تتمناه أو تخشاه، أي ما تفكر فيه، في مصر مثل شائع يقول (إللي يخاف من العفريت يطلع له)... فما تخافه لا بد أن يتجسد لك، وما تفكر فيه تراه، فكم من مرة كنت تسير في الشارع ويخطر على بالك صديق ثم تراه فجأة، ماحدث هو أنك رأيته بعقلك قبل أن تراه حقيقة... الأشخاص الأكثر فوزا في الألعاب الرياضية رأوا أنفسهم منتصرين في عقولهم قبل فوزهم، وهذا ما يركز عليه الاختصاصيون الرياضيون، وهو تحقيق النصر في الذهن أولا، فلن تحقق أملك في الواقع قبل أن تراه محققا في ذهنك وأحلامك، الإنجازات الكبيرة بدأت بأحلام صغيرة، ليس هناك حظ، الحظ مقدرة غير مفسرة على نيل ما يتمناه المرء وتلك القدرة تأتي بالتدريب. بعض لاعبي النرد (الطاولة) الذين يطلق عليهم اصدقاؤهم (محظوظين) يأتون بالرقم الذي يريدونه في أذهانهم أولا، وقد تدربوا على ذلك مرات عديدة ومهما يفشلوا فإن بداخلهم رغبة اكيدة وإصرارا عجيبا على الإتيان بهذا الرقم، انظر لنفسك الآن كم من الأشياء التي كنت تتمنى تحقيقها تحققت لك، ما تحقق لك الآن هو ما رأيته محققا في ذهنك من قبل، ومالم تحققه من احلامك هو ما أخبرت نفسك سلفا انه من المستحيل تحقيقه. اعلم ان البعض سيخالفونني، ويستشهدون بما حدث لهم ولم يتمنوه، أو بما يدور بخلدهم وما تمنوه طوال عمرهم ولم يحدث لهم. ما أتحدث عنه قاعدة والقليل استثناء يؤكدها.
املأ حياتك بالأمل وانظر إلى الأشياء نظرة إيجابية باحثة عن مواطن الجمال فيها، فالحياة رائعة والأماكن إنما يختلف حسنها وقبحها باختلاف العين الناظرة لها، والناس منهم الطيبون ومنهم الخبثاء، فلا تحكم على الناس عامة، فمن قال خبث الناس فهو أخبثهم، فأحسِنْ الظن بكل من حولك والتمس العذر لغيرك. واستشعر في نفسك القدرة على فعل كل شيء وأي شيء، إن اردت شيئا فتخيل انك حققته. ستدهشك تلك القدرة العجيبة التي تتولد فيك، ان كانت نظرتك لنفسك أنك محدود الإمكانات فتأكد أنك لن تحقق شيئا. كن إيجابيا تخيل ما تريد ان تكون عليه واعمل جاهدا على تحقيقه، اجعل السماء حدا لطموحك، ولكن ضع خطة وقسّم أهدافك وابدأ بأهمها وأكثرها رغبة لديك، واعلم أن من الفشل يأتي النجاح، وان الفشل خطوة أولى في طريق النجاح.
إن الذين لديهم القدرة على الأحلام هم أقدر الناس على تحقيق المعجزات.